عاجل

هل قمة ترامب وبوتين لها تأثيرات إيجابية؟.. محلل أسواق المال يُجيب

 ترامب وبوتين
ترامب وبوتين

تحدث أحمد نجم، محلل أسواق المال، حول تداعيات القمة الأخيرة بين الرئيسين الأمريكي والروسي في ألاسكا، وتأثيراتها المحتملة على الأسواق العالمية، لا سيما في ظل التوترات الجيوسياسية المستمرة.

 القمة لم تسفر عن اتفاق واضح أو صدام حاد يمكن أن تتفاعل معه الأسواق

في بداية حديثه عبر قناة القاهرة الإخبارية، أوضح نجم أن القمة لم تسفر عن اتفاق واضح أو صدام حاد يمكن أن تتفاعل معه الأسواق بشكل ملموس، مشيرًا إلى أن رد فعل الأسواق العالمية كان باهتًا نسبيًا، سواء قبل أو بعد انعقاد القمة، نتيجة غياب التوقعات بإحداث تقدم حقيقي على الصعيد السياسي أو الاقتصادي.

كما أشار إلى أن حتى في حال التوصل إلى اتفاق لاحق، فإن تأثيراته الإيجابية قد تكون محدودة، لأن هناك عوامل معقدة ومتشابكة تحكم تفاعل الأسواق، منها: طبيعة الاتفاق، ورفع العقوبات، واسترداد الأصول الروسية المجمدة في أوروبا، وعودة الاستثمارات والطاقة الروسية إلى السوق الأوروبية، وهو ما لم يُحسم حتى الآن.

وفيما يتعلق برد فعل الأسواق، أكد نجم أن غياب أي قرارات أمريكية جديدة بفرض عقوبات إضافية على روسيا بعد القمة، قد يُفهم منه وجود رغبة ضمنية في التهدئة، وهو ما قد يمنح الأسواق قدرًا من التفاؤل، لكنه شدد على أن هذا التفاؤل "نظري فقط"، لأن الواقع الفعلي لا يدعم هذا الاتجاه حتى الآن.

تهديدات الرئيس ترامب خلال القمة للصين والهند

وبشأن تهديدات الرئيس ترامب خلال القمة للصين والهند بفرض عقوبات أو رسوم إضافية في حال عدم اتخاذهما خطوات لوقف الحرب في أوكرانيا، قال نجم إن مثل هذه التصريحات قد تترك أثرا متفاوتا على الأسواق، خصوصًا على سوق النفط والذهب وأسواق الأسهم.

وفي هذا السياق، نوه إلى أن سوق النفط قد يتأثر نسبيًا، لكنه استبعد تحولات جذرية، موضحًا أن روسيا رغم تراجع إنتاجها من 11 مليون برميل إلى نحو 9.2 مليون برميل يوميًا، لا تزال فاعلًا رئيسيًا في السوق، وأن إمكانية وقف صادراتها بالكامل "غير واقعية"، لأن من سيدفع الثمن أولًا هو المستهلك العالمي، وفي مقدمته الولايات المتحدة، عبر موجات تضخم إضافية وارتفاع الأسعار.

ماذا عن سوق الذهب كملاذ آمن؟

أما عن سوق الذهب كملاذ آمن، أوضح نجم أن الأسعار وصلت إلى ذروتها في المدى القصير والمتوسط، مضيفًا أن العوامل التي كانت تدعم الذهب – كاحتمال خفض الفائدة، والضغوط الجيوسياسية – تم تسعيرها بالفعل في الأسواق، وبالتالي لم تعد المحفزات الحالية قادرة على دفع الأسعار نحو قفزات جديدة إلا في حالة أحداث مفاجئة وغير متوقعة.

وعن التوقعات الخاصة بمستوى الذهب، قال نجم إن الحديث عن تخطي مستوى 3000 دولار للأوقية خلال هذا العام قد يكون مبالغًا فيه، مستبعدًا تحققه بشكل مستقر، وإن حدث فسيكون لفترة وجيزة للغاية، نتيجة عمليات مضاربات أو جني أرباح سريع.

وأضاف: "نحن الآن أمام سوق ذهب مستقر نسبيًا على المدى القصير، لكنه يحتفظ بزخم إيجابي محتمل على المدى الطويل، خاصة مع أي تحركات مفاجئة في أسعار الفائدة الأمريكية أو تصاعد التوترات الجيوسياسية في العالم".

وختم نجم مداخلته بالتأكيد على أهمية قراءة السوق في سياقه الكامل، وليس بناءً على حدث سياسي واحد، قائلاً: "الأسواق لا تتحرك بناء على قمة واحدة فقط، بل وفق تفاعل شامل بين السياسات النقدية، الأحداث العالمية، والعوامل الجيوسياسية والاقتصادية المتغيرة".

تم نسخ الرابط