حملة توعية بمخاطر حوادث الطريق: منى عبد الغني: «مبادرة وطنية لحماية الأرواح»

في إطار الدور المجتمعي الذي تلعبه وسائل الإعلام في حماية المواطنين ودعم الأمن المجتمعي، استعرضت الإعلامية منى عبد الغني تفاصيل الحملة التوعوية التي أطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية حول مخاطر حوادث الطرق، وجاء ذلك خلال تقديمها برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" المذاع عبر شاشة قناة سي بي سي، حيث أكدت أن هذه المبادرة تعكس مفهوم المسؤولية المجتمعية وحماية الأرواح، باعتبارها قضية تمس حياة ملايين المواطنين يوميًا.
وأوضحت منى عبد الغني أن حوادث الطرق لا تقتصر آثارها على الخسائر المادية فقط، بل تمتد إلى فقدان أرواح بريئة وتشريد أسر بأكملها، الأمر الذي يجعل التوعية المرورية مسؤولية مشتركة بين الدولة، ووسائل الإعلام، والمجتمع المدني، والمواطنين على حد سواء.
القدوة في السلوك المروري
سلطت منى عبد الغني الضوء على الدور الأساسي للأهل في غرس العادات السليمة للأطفال، مؤكدة أن الصغار يتعلمون من تصرفات آبائهم أكثر مما يتعلمون من التوجيهات المباشرة، موضحًا أن عبور الطريق بأمان يبدأ من التزام الكبار بممرات المشاة، والنظر في كلا الاتجاهين قبل العبور، وعدم الانشغال باستخدام الهاتف المحمول أو أي عوامل تشتيتية قد تعرضهم للخطر.
وأكدت منى عبد الغني أن هذه السلوكيات البسيطة، إذا ما التزم بها الأهل، ستنعكس بشكل إيجابي على الأطفال الذين يتخذون من آبائهم قدوة في التعامل مع الطرق. ومن هنا، شددت على ضرورة تحمل المسؤولية الشخصية أثناء السير أو القيادة، لأن الانضباط الفردي هو الأساس لحماية الجميع.
دعم الإعلام للمسؤولية المجتمعية
وتابعت منى عبد الغني: "الحملة التي أطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تأتي في سياق دورها الوطني في التوعية بالقضايا الحيوية، إذ تضع سلامة المواطن المصري على رأس أولوياتها، مؤكدًا أن الإعلام ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل شريك أساسي في بناء وعي جماعي يحمي الأرواح ويحد من الكوارث اليومية الناجمة عن حوادث المرور.
كما نوهت منى عبد الغني إلى أن هذه الحملات التوعوية تمثل رسالة إنسانية بالدرجة الأولى، وتؤكد أن كل مؤسسة قادرة على أن تسهم في رفع الوعي وحماية المجتمع. مشيرة إلى أن الدور الإعلامي الفعّال لا يقل أهمية عن الدور الأمني والتشريعي في الحد من المخاطر.
حوادث الطرق قضية إنسانية
أشارت منى عبد الغني، خلال حديثها إلى أن الأرقام الصادرة عن الجهات المختصة بشأن حوادث الطرق مقلقة للغاية، وهو ما يفرض تكاتف الجهود بين مختلف المؤسسات، مضيفًا أن الثقافة المرورية تحتاج إلى تغيير جذري يبدأ من المدارس، مرورًا بوسائل الإعلام، وصولًا إلى قوانين صارمة تطبق على الجميع بلا استثناء.
وأكدت منى عبد الغني أن ضحايا الطرق ليسوا مجرد أرقام، بل قصص إنسانية لعائلات فقدت أحبّاءها في لحظة إهمال أو عدم التزام بالقواعد. ومن هنا، فإن الحملة الحالية تهدف إلى تذكير المجتمع بخطورة الممارسات الخاطئة وأهمية الالتزام بالقوانين.
التوعية والتطبيق العملي
الحملة الإعلامية لم تقتصر على النصائح النظرية فقط، بل تضمنت محتوى عمليًا وتفاعليًا يوضح الطرق الصحيحة لعبور الشوارع، وأهمية استخدام أحزمة الأمان أثناء القيادة، والالتزام بالسرعات المحددة على الطرق السريعة، كما سلطت منى عبد الغني الضوء على كيفية تعامل السائق مع المواقف المفاجئة مثل ظهور المشاة أو تعطل المركبات.
وشددت منى عبد الغني على أن التوعية وحدها لا تكفي، إذ يجب أن يصاحبها تطبيق عملي على أرض الواقع، سواء من خلال الالتزام الفردي أو الرقابة الأمنية المشددة على الطرق، فالمعادلة المتكاملة بين الوعي والالتزام والتطبيق الصارم للقانون هي السبيل الفعلي لتقليل الحوادث وإنقاذ الأرواح.

رسالة ختامية للمجتمع
اختتمت منى عبد الغني حديثها برسالة مؤثرة إلى المواطنين، شددت فيها على أن حماية الأرواح مسؤولية مشتركة لا يمكن أن تتحقق إلا بتكاتف الجميع، مبينه أن التزام الفرد بقواعد المرور البسيطة هو انعكاس لوعيه وانتمائه، وأن هذه السلوكيات الصغيرة قد تنقذ حياة إنسان وتجنب المجتمع مأساة جديدة.
وذكرت منى عبد الغني أن مبادرة الشركة المتحدة ليست مجرد حملة مؤقتة، بل خطوة على طريق طويل لبناء مجتمع أكثر وعيًا، يحترم القوانين، ويضع السلامة العامة في صدارة اهتماماته. وختمت بقولها إن "حياة الإنسان لا تقدر بثمن، وحمايتها واجب وطني وديني وأخلاقي".