فتوى جديدة حول عبور الطريق: ضوابط شرعية وأخلاقية لحماية الأرواح

أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن عبور الطريق ليس أمرًا عشوائيًا أو سلوكًا فرديًا يخضع للهوى أو الراحة، بل هو فعل تحكمه ضوابط شرعية وأخلاقية تهدف إلى الحفاظ على النفس البشرية ومنع وقوع الأذى،وأشار إلى أن الالتزام بالأماكن المخصصة لعبور المشاة يُعد واجبًا شرعيًا وأخلاقيًا لا يقل أهمية عن مسؤوليات السائق تجاه المارة.
الشرع والقانون يحكمان علاقات الناس
جاء ذلك خلال حواره مع الإعلامية زينب سعد الدين في برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة "الناس"، حيث تلقى سؤالًا من أحد المشاهدين حول حكم عبور المشاة من أماكن غير مخصصة.
ورد شلبي موضحًا أن الشريعة الإسلامية، إلى جانب القانون، تنظم العلاقات بين الناس وتحدد لكل فرد حقوقه وواجباته، وعلى الجميع الالتزام بها للحفاظ على سلامة المجتمع.
عبور الطريق من غير الأماكن المخصصة تصرف خاطئ
وحذّر أمين الفتوى من السلوكيات المنتشرة لدى البعض، مثل تجاهل النفق أو الكوبري المخصص لعبور الطريق بحجة أن المسافة أطول أو الوقت لا يسمح، مؤكدًا أن هذه الأماكن لم تُنشأ عبثًا، بل وُضعت لحماية الأرواح وتقليل الحوادث، وبالتالي فإن تجاهل استخدامها يُعد تصرفًا غير مسؤول من الناحية الشرعية والاجتماعية.
ما العمل في حال عدم وجود مكان مخصص؟
وأوضح شلبي أنه إذا لم يكن هناك مكان مخصص لعبور المشاة، فعلى الشخص أن يتحلى بالحكمة والفطنة، ويتأكد من خلو الطريق تمامًا قبل العبور، حرصًا على سلامته وسلامة الآخرين.
وأضاف: "الذكاء مطلوب في مثل هذه المواقف، والإنسان مسؤول عن نفسه وعن الضرر الذي قد يلحق بغيره بسببه".
مسؤولية مشتركة بين السائق والمار
وفي ختام حديثه، شدد أمين الفتوى على أن مسؤولية حماية الأرواح مسؤولية مشتركة بين السائق والمار، قائلًا: "كما على السائق أن يلتزم بقواعد القيادة ويحافظ على أرواح العابرين، فإن على المشاة أيضًا التزام الأماكن المخصصة أو التأكد من أمان الطريق عند الاضطرار، فالجميع معرض لأن يكون في دور السائق أو المار، وما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك".
وفي وقت سابق ،أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن ستر العورة شرطٌ من شروط صحة الصلاة، وأن عورة الرجل في الصلاة تمتد من السرة إلى الركبة، فإذا غطى هذه المنطقة بلباس لا يشف ولا يصف، فصلاته صحيحة بإجماع الفقهاء.