رمضان عبد المعز: الشكر الحقيقي هو الإحسان للناس ومساعدة المحتاجين

تناول الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، بالشرح والتفسير قول الله تعالى في سورة الضحى: "وأما بنعمة ربك فحدث"، موضحًا أن هذه الآية الكريمة تأتي في سياق عظيم، حيث يذكر الله سبحانه وتعالى نبيه محمد ﷺ بنعمه عليه، بعد أن طمأنه في بداية السورة بأنه ما ودعه ربه وما قلاه، وبأن العاقبة ستكون له.
وأشار رمضان عبد المعز، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة DMC، إلى أن هذه الآية جاءت بعد أمرين آخرين في نفس السورة: "فأما اليتيم فلا تقهر"، و"وأما السائل فلا تنهر"، وهذا الربط القرآني يوضح أن التحدث بالنعمة ليس مجرد كلام، بل هو سلوك عملي قائم على الرحمة، ورعاية المحتاجين، والإحسان للآخرين.
النعمة في الإسلام
أكد رمضان عبد المعز أن كلمة "النعمة" في هذه الآية فسّرها العلماء بعدة معانٍ، كلها عظيمة وتشمل جوهر الدين، حيث قال: "القرآن هو نعمة ربنا الكبرى علينا، فهو كتاب الهداية والنور الذي أنزله الله رحمةً للعالمين".
كما أضاف رمضان عبد المعز أن بعض العلماء فسّروا النعمة هنا بالإسلام ذاته، باعتباره أعظم ما يُمنح للإنسان، إذ يهديه للصراط المستقيم ويحفظه من الضلال. وهناك تفسير آخر يرى أن النعمة المقصودة هي النبوة، وهي شرفٌ عظيم خص الله به نبيه الكريم، ليكون رسول الرحمة والهدى للبشرية.
شكرٌ باللسان والعمل
أوضح رمضان عبد المعز أن الأمر الإلهي "فحدث" لا يعني التفاخر أو الاستعلاء على الآخرين، بل هو دعوة صريحة لشكر النعمة، من خلال ذكرها والاعتراف بفضل الله، ومن خلال تجسيد هذا الشكر في صورة أعمال صالحة.
وأضاف رمضان عبد المعز أن منَّ الله على عبده بالخير، وجعله مفتاحًا للرحمة، فعليه أن يكون قدوة، فإذا أعطى السائل وأكرم اليتيم، وجب عليه أن يُظهر هذه الأعمال الحسنة ليقتدي به الناس، فتنتشر ثقافة العطاء والإحسان في المجتمع.
الربط بين النعمة وخدمة المجتمع
بيّن رمضان عبد المعز أن ذكر النعمة لا يكتمل إلا إذا اقترن بخدمة الناس، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، ودعم الضعفاء. وأكد أن إكرام اليتيم وإغاثة السائل ليست مجرد صدقات، بل هي تعبير عن فهم حقيقي لمعنى النعمة وشكرها.
ولفت رمضان عبد المعز إلى أن المسلم إذا كتم الخير ولم يظهره، فقد يحرم غيره من الاقتداء، بينما إذا تحدث به بنية صالحة، كان ذلك بابًا لزيادة الخير وانتشاره.

رسالة الآية للمسلم المعاصر
اختتم رمضان عبد المعز تفسيره بالتأكيد على أن الآية الكريمة "وأما بنعمة ربك فحدث" تحمل رسالة خالدة لكل مسلم في كل زمان ومكان، وهي أن شكر النعم لا يكون بالكلام فقط، بل بالعمل والسلوك، وأن إظهار النعمة بنية حسنة يبعث الأمل، ويشجع الناس على التعاون والتكافل.
كما دعا رمضان عبد المعز إلى أن نكون جميعًا سفراء للخير، نستخدم ما أنعم الله به علينا لخدمة الآخرين، وأن نربط بين الإيمان والعمل الصالح، حتى تتحقق رسالة الإسلام في بناء مجتمع رحيم، متعاون، ومترابط.