طارق جمعة: الإخوان يستخدمون اللجان الإلكترونية كسلاح خفي ضد الدولة|فيديو

أكد اللواء دكتور طارق جمعة، المتخصص في مكافحة الإرهاب الإلكتروني، أن جماعة الإخوان المسلمين اعتمدت بشكل كامل على ما يُعرف بـ"اللجان الإلكترونية" كسلاح رئيسي في معركتها الدعائية ضد الدولة المصرية، وذلك عقب فشلها في المواجهة الأمنية والميدانية داخل البلاد.
أداة بلا حدود
وأوضح طارق جمعة، خلال مداخلة عبر تطبيق "زووم" في برنامج مساء جديد المذاع على قناة المحور الفضائية، أن هذه اللجان أصبحت رأس الحربة للتنظيم، مستغلة منصات التواصل الاجتماعي والتقنيات الرقمية الحديثة لنشر الشائعات وزعزعة الثقة في المؤسسات.
وصف طارق جمعة اللجان الإلكترونية بأنها نوع من الإرهاب الإلكتروني، يقوم على بث الخوف والرعب في المجتمعات والحكومات لتحقيق أهداف سياسية أو أيديولوجية، دون التقيد بحدود جغرافية.
لماذا لندن مركز الانطلاق؟
وأشار طارق جمعة إلى أن عناصر الإخوان يعملون من خارج مصر، وتحديدًا من لندن وتركيا، حيث يبثون رسائلهم التضليلية بسرعة أكبر مما يمكن تحقيقه على أرض الواقع، مستفيدين من البيئة الآمنة التي توفرها تلك الدول لعملياتهم الرقمية.
كشف طارق جمعة أن اختيار لندن كمركز رئيسي لنشاط هذه اللجان ليس صدفة، بل يرجع لعدة أسباب، أهمها الحماية القانونية التي تمنحها المملكة المتحدة، إذ لم توقّع جميع الدول على اتفاقية بودابست لتسليم مجرمي الجرائم الإلكترونية وتبادل المعلومات، مما يصعّب ملاحقة العناصر الإخوانية قضائيًا.
الحسابات الوهمية والذكاء الاصطناعي
وأضاف طارق جمعة أن لندن تضم شركات دعاية وإعلام متطورة، تقدم خدمات احترافية لإنتاج المحتوى، من تصميم المنشورات إلى إعداد الفيديوهات والمقالات الدعائية، بحيث يبدو وكأنه صادر عن جهات إعلامية محترفة، بينما تقف شركات بريطانية خلفه دون الإعلان عن هويتها الحقيقية.
أوضح طارق جمعة أن عناصر اللجان الإلكترونية يديرون آلاف الحسابات الوهمية التي تخلق حالة من البلبلة، عبر نشر أخبار كاذبة ومفبركة لا أساس لها من الصحة، وترويجها بطرق منظمة ومتنوعة.
تكلفة منخفضة وتأثير مرتفع
وأشار طارق جمعة إلى أن التنظيم بات يستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في إنتاج صور وفيديوهات مزيفة، بإضافة تصريحات أو مشاهد مختلقة لشخصيات عامة، ثم إعادة نشرها بأساليب مختلفة وبأسماء وصفحات متنوعة لضمان انتشارها على نطاق واسع.
بحسب طارق جمعة، فإن تكلفة تشغيل هذه اللجان منخفضة للغاية مقارنة بعمليات ميدانية، إذ يكفي وجود أجهزة حاسوب واتصال بالإنترنت لتشغيل حملات دعائية واسعة النطاق.
بديل عن كتائب الشارع
ورغم بساطة الإمكانيات، إلا أن التأثير النفسي والمعنوي لهذه الحملات كبير، إذ تستهدف ضرب ثقة المواطن في مؤسسات الدولة، وهو ما اعتبره الخبير الأمني أخطر من محاولة إحداث أضرار مادية بالبنية التحتية.
أوضح اللواء طارق جمعة أن اللجان الإلكترونية أصبحت بديلًا لكتائب الشارع التي كانت تعتمد عليها الجماعة في الماضي، لكنها الآن توظف "الصورة والفيديو والكلمة" كسلاح، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لزيادة فاعلية رسائلها.

للجان الإلكترونية أصبحت بديلًا
وذكر طارق جمعة أن عناصر هذه اللجان مدربة على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، من النماذج التوليدية إلى تقنيات الشات بوت، بما يمكّنهم من إنتاج محتوى مضلل يبدو واقعيًا، وينتشر بسرعة عبر شبكات التواصل.