عاجل

"سامية خضر" عن انتحار الشباب: الشعور بالوحدة وفقدان البهجة السبب

الدكتورة سامية خضر
الدكتورة سامية خضر

قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، إن تزايد حالات انتحار الشباب في الآونة الأخيرة لا يمكن قراءته بمعزل عن حالة الجفاف النفسي والفني والفكري التي يعيشها المجتمع، مشيرة إلى أن الإنسان كائن يحتاج إلى الشعور بالأمان والانتماء، وهو ما بات مفقودًا في ظل انشغال الأهل وضغوط الحياة.

وأضافت "خضر" في تصريح خاص ل"نيوز روم"، أن غياب الأعمال الفنية الهادفة والبرامج التي تحمل رسائل إنسانية وقيمية، مقابل انتشار العنف والسطحية في المحتوى المقدم، حرم الأجيال الجديدة من مصادر الإلهام والقدوة.

دور الأسرة في الدعم النفسي 

وتابعت: "زمان كانت الأغنية أو المسلسل أو البرنامج الإذاعي يلمس مشاعر الناس ويعطيهم طاقة وبهجة، أما اليوم فهناك فراغ روحي وفكري".

وحذرت من أن انشغال الأسرة وتفكك الروابط الاجتماعية، إلى جانب انعدام القدوة، يولد لدى الشباب شعورًا بالعزلة، مشددًة على ضرورة إعادة الاعتبار للفن الراقي، وبرامج الثقافة والإعلام التي تلامس مشاعر الجمهور، وتعزز قيم الترابط والتراحم، حتى لا يُترك الشباب فريسة للإحباط واليأس.

 

نمطان نفسيان يشيران للخطر

يرى الباحثون أن علامات تحذيرية مبكرة على خطر الانتحار قد ترتبط بمرحلتين عمريتين أساسيتين: بداية المراهقة (12–13 عامًا) وبداية العشرينات (20–25 عامًا). وفي كلتا الحالتين، تكون الإشارات موجودة ولكنها لا تُفسَّر بشكل دقيق، مما يُفقد الأسرة والمجتمع فرصة التدخل المبكر.

اضطرابات داخلية بلا صوت

القلق والاكتئاب وتدني احترام الذات من أبرز علامات تحذيرية مبكرة على خطر الانتحار التي يصعب على الأهل ملاحظتها. وتكمن الخطورة في أن هذه الأعراض النفسية لا تترافق دائمًا مع سلوكيات ظاهرة، مما يضعف من فرص الكشف المبكر عنها.

إشارات سلوكية لا يجب تجاهلها

تتضمن علامات تحذيرية مبكرة على خطر الانتحار مظاهر متعددة مثل: الانسحاب من المحيط الاجتماعي، الشعور بالذنب، فقدان الاهتمام بالأنشطة، الميل للمخاطرة، وحتى التخلي عن الأغراض الشخصية. كلها رسائل غير مباشرة يجب الانتباه لها كإنذارات مبكرة.

تغيّرات مفاجئة في المزاج

أحد أخطر المؤشرات على نية الانتحار هو التحسّن المفاجئ في مزاج المراهق بعد فترة من الحزن أو الاكتئاب. هذا لا يعني التعافي، بل قد يشير إلى قرار داخلي نهائي بإنهاء الحياة، وهي من أخطر علامات تحذيرية مبكرة على خطر الانتحار التي يجهلها كثير من الأهل.

متى يصبح التدخل ضروريًا؟

يجب التدخل فور ملاحظة أي من علامات تحذيرية مبكرة على خطر الانتحار خاصة في الفئات العمرية المعرضة للخطر، مع تقديم الدعم النفسي المناسب، والابتعاد عن التوبيخ أو التقليل من مشاعر المراهق. الدعم الأسري وحده لا يكفي، بل يجب إشراك مختص نفسي لعلاج جذور المشكلة.

الوقاية تبدأ بالحوار والاحتواء

إحدى الوسائل الفعالة لمواجهة علامات تحذيرية مبكرة على خطر الانتحار هي فتح باب الحوار مع المراهق، وتشجيعه على التعبير عن مشاعره دون خوف أو خجل. يجب أن يشعر الشاب أن عائلته بيئة آمنة للاعتراف بمخاوفه ومشكلاته دون تهديد أو عقاب، مما يساهم في كسر دائرة العزلة والتفكير السلبي

 

 

تم نسخ الرابط