إيفان يواس لـ"نيوز رووم": لا سلام في قمة ألاسكا والهدنة مكسب سياسي مؤقت

قال الدكتور إيفان يواس المحلل الأوكراني والمدير الإداري للمركز الوطني الأوكراني في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، إن اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، يثير أكثر الأسئلة مما يقدّم من أجوبة، مشيرًا إلى أن الطرفين يسعيان وراء مكاسب سياسية لا حلول استراتيجية.
وقال يواس: "من المدهش أن يتم الاتفاق في الأساس على هذا اللقاء. ترامب بحاجة ماسة إلى نتيجة ملموسة أي نتيجة يروجها كإنجاز. أما موسكو، فنجحت على ما يبدو في إقناع واشنطن بأن اللقاء قد يسفر عن خبر إيجابي يمكن تسويقه."
الوهم السياسي
كما انتقد المحلل الأوكراني التغطيات الإعلامية التي تحدثت عن احتمال التوصل إلى اتفاق سلام خلال أسبوع من اللقاء، واصفًا هذا الطرح بـ"الوهم السياسي".
وأضاف، "كل ما يُشاع حول اتفاق سلام سريع هو ببساطة غير واقعي. لا توجد مؤشرات حقيقية على اختراق وشيك. الحد الأقصى الممكن هو هدنة مؤقتة، وربما إعلان نوايا سلمية عامة، لا أكثر."
بوتين لن يرضى بالهدنة
وحذر يواس من المبالغة في الرهان على استعداد روسيا لتجميد الجبهة، قائلاً إن الكرملين ما زال يعتقد بإمكانية تحقيق نصر ميداني خلال الأشهر القادمة.
الرهان الروسي الحقيقي
وشدد "بوتين مقتنع أن الوقت في صالحه. خلال 3 أو 4 أشهر، يتوقع تغييرات ميدانية كبيرة: إما سيحقق تقدمًا واسعًا، أو ستنهار الجبهة الأوكرانية، مما يمنحه فرصة لفرض شروطه من موقع قوة. هذا هو الرهان الروسي الحقيقي."
خيار تبادل الأراضي مرفوض تمامًا
أما فيما يخص مقترحات محتملة حول تنازلات إقليمية أو "تبادل أراضٍ"، فقد شدد يواس على أن هذا الطرح غير مقبول سياسيًا ولا قانونيًا لا في كييف ولا لدى العواصم الأوروبية.
كما أن أي سيناريو يمنح موسكو مناطق مثل دونيتسك بالكامل سيكون بمثابة كارثة سياسية. أوكرانيا لن توافق، وأوروبا ستدعم هذا الرفض. الحديث عن تسويات إقليمية هو مجرد تشويش على الواقع.
وختم يواس تصريحه بالإشارة إلى أن اللقاء المقرر في 15 أغسطس قد يُستخدم لأغراض دعائية من الطرفين، لكنه لن يحمل حلاً حقيقيًا للنزاع.
قد تكون هناك هدنة جوية محدودة أو إعلان نوايا عامة، لكن السلام الفعلي بعيد. بوتين سيحاول إظهار أن أوكرانيا هي من ترفض السلام، وترامب سيبحث عن لحظة كاميرا يقول فيها إنه فتح قناة للحوار. أما الواقع الميداني، فلن يتغير في اليوم التالي.