يسري جبر: الزواج في الإسلام يتطلب النضج النفسي والقدرة المادية

قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن حديث النبي ﷺ «من استطاع منكم الباءة فليتزوج» الوارد في صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، يُتلى في معظم عقود النكاح، وهو دعوة للشباب إلى الزواج عند توفر القدرة الشاملة على تحمّل أعبائه.
وأوضح الدكتور يسري جبر خلال حلقة برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت، أن «الباءة» لا تقتصر على القدرة المالية أو البدنية فقط، بل تشمل أيضًا النضج النفسي، والصبر، وحسن الخلق، والقدرة على رعاية الأسرة ماديًا ومعنويًا.
الزواج في الإسلام ليس مجرد إنفاق أو إشباع غريزة
وبيّن الدكتور يسري جبر أن الزواج في الإسلام ليس مجرد إنفاق أو إشباع غريزة، بل هو مسؤولية متكاملة تتطلب طول البال، وسخاء النفس، والحرص على إسعاد الشريك وحماية الأسرة من التفكك. وحذّر من أن غياب هذه الصفات قد يجعل الزواج سببًا في فساد الدين وخسارة الآخرة، سواء من جانب الرجل أو المرأة.
وأضاف “جبر” أن النبي ﷺ خصّ الشباب بالخطاب لأن دوافعهم الغريزية أقوى، والزواج يعينهم على غض البصر وحفظ الفرج، لكنه لا يخلق العفة من العدم؛ بل يجب أن يُربَّى الفرد على العفة وضبط النفس منذ الصغر، ليأتي الزواج مكمّلًا لهذه الأخلاق.
كما أشار إلى أن الغريزة بين الرجل والمرأة نعمة إلهية، جُعلت سببًا لاستمرار النسل وتعمير الأرض، لكن لا بد من ضبطها بضوابط الشرع حتى تكون رحمة لا نقمة. وأكد أن الفقهاء القدامى فسّروا «الباءة» بالقدرة على النفقة والسكن، إلا أن المعنى أوسع ليشمل الاستعداد النفسي والأخلاقي لإدارة حياة زوجية ممتدة.
وأكد على أن الزواج الناجح يتطلب همّة عالية وقدرة متوازنة على العطاء المادي والمعنوي، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج».
https://youtu.be/rR8dGUpOKHg?si=-D_0c7ZBR5_ydWts
وذكر النبي ﷺ أن خير الناس خيرهم لأهله، في إشارة إلى أن نجاح الزواج يبدأ من أخلاق الزوجين وتعاملهم.
وخلاصة الأقوال أن الزواج الناجح ليس خاليًا من الخلافات، لكنه قادر على تجاوزها بالحب والرحمة. وهو شراكة روحية وعاطفية وعملية، تبنى على أساس الإيمان والقيم، وتتغذى على الصبر والمودة.