مواشي دمياط القديمة تثير قلق الأهالي.. مطالب بحلول عاجلة لتنظيم الشوارع

في ظاهرة أصبحت تتكرر بشكل يومي، تتجول قطعان الأبقار والجاموس بحرية في أزقة وشوارع دمياط القديمة، خصوصًا في مناطق الجبانة والسيالة والشعراء، ما تسبب في إحداث حالة من الفوضى المرورية، إلى جانب مخاوف بيئية وصحية بين السكان.
يؤكد السكان المحليون أن المواشي التي تتجول في الشوارع تعطل حركة السير، حيث تضطر السيارات والدراجات النارية إلى التوقف أو المناورة لتفادي الاصطدام بها، في حين تتواجد قطعان المواشي أحيانًا لساعات وسط الطرقات، غير مكترثة لمحاولات إبعادها أو تنبيه سائقي المركبات.
ويصف أحد سكان المنطقة الوضع بالقول: "الأبقار أصبحت تعرف طرق المدينة أكثر من السائقين، وأصبح صوتها هو ما نستيقظ عليه يوميًا بدلًا من منبهات الهواتف."
التأثير السلبي على البيئة والصحة العامة
وإلى جانب الإشكاليات المرورية، أشار الأهالي إلى التأثيرات السلبية على البيئة والصحة العامة، حيث تتراكم مخلفات الحيوانات على الأرصفة، ما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة وجذب الحشرات والقوارض، ما يثير مخاوف من انتقال الأمراض، خاصة أن بعض هذه الحيوانات قد تكون مصابة بأمراض معدية.
كما أعرب أولياء الأمور عن خشيتهم من تعرض أطفالهم للمخاطر أثناء ذهابهم إلى المدارس، لعدم وجود رقابة كافية على هذه المواشي.
من جانبها، أوضحت مصادر محلية أن الوحدة المحلية لمدينة دمياط القديمة نفذت عدة حملات على مدار الأشهر الماضية لمخالفة أصحاب المواشي الذين يتركون حيواناتهم تتجول بحرية في الشوارع، حيث تم تحرير محاضر وضبط المخالفين، بالإضافة إلى توقيع تعهدات بعدم تكرار ذلك، لكن الواقع يشير إلى محدودية تأثير تلك الإجراءات بسبب عدم وجود أماكن مخصصة للرعي داخل المدينة.
ارتفاع أسعار الأعلاف
وفي تصريحات لمسؤولين بجهات محلية، جاء السبب الرئيسي لهذه الظاهرة مرتبطًا بغياب حظائر ومراعي منظمة داخل حدود المدينة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، مما يدفع بعض المربين إلى إطلاق حيواناتهم لتتغذى على المساحات الخضراء أو فضلات الطعام الموجودة في الشوارع. وأشار المسؤولون إلى ضرورة وجود حلول جذرية تشمل إنشاء حظائر جماعية خارج المناطق السكنية، مع فرض عقوبات رادعة على المخالفين لمنع تكرار الظاهرة.
من جانبهم، طالب الأهالي بتكثيف الحملات اليومية لجمع المواشي المتجولة، وفرض غرامات مالية ومصادرة الحيوانات في حالة التكرار، مؤكدين أن ذلك سيكون ضروريًا للحفاظ على البيئة النظيفة، وتسهيل حركة المرور، وضمان سلامة المواطنين، خصوصًا الأطفال وكبار السن.
ويبرز الجدل بين السكان بين من يراه جزءًا من حياة المدينة وتراثها الشعبي، وبين من يعتبره انتهاكًا لحق المواطنين في بيئة آمنة وصحية. وتبقى الحاجة ماسة لتدخلات سريعة وفعالة من الجهات المعنية لإيجاد حلول متوازنة تلبي احتياجات المربين دون الإضرار بالمجتمع.
في ظل هذا الواقع، تبقى مدينة دمياط القديمة بحاجة إلى خطة شاملة للتعامل مع هذه الظاهرة، تجمع بين التنظيم، التوعية، وتوفير البدائل العملية، لضمان بيئة حضرية نظيفة وآمنة تلبي تطلعات سكانها.



