عاجل

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يحيي ذكرى الشيخ منصور بدار

الشيخ منصور
الشيخ منصور

أحيا المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ذكرى وفاة الشيخ منصور بدار صاحب الصوت الندي العذب.

نشأته ومولده

في قرية مَجُول، التابعة لمدينة بنها بمحافظة القليوبية، وُلد عام ١٨٨٤م صوتٌ عذبٌ، نادر النبرة، عميق الأثر… إنّه الشيخ منصور محمد منصور بدار، أحد أركان التلاوة الأصيلة في مصر، وصاحب أسلوب خاص بقي خالدًا في ذاكرة القراء.

بدأت رحلته مع القرآن الكريم منذ نعومة أظافره، فحفظه كاملًا في كُتّاب القرية، ثم التحق بـالأزهر الشريف، حيث تنقّى سمعُه وبصرُه على آداب التلاوة وجماليات الأداء، وتشرّب روح القرآن صوتًا ومعنًى.

عُرِف الشيخ منصور بجلال الصوت، ونقاء الأداء، واتّزان المقام، حتى ذاع صيته في أنحاء البلاد، وكان ممن قرأوا للسلطان عبد الحميد الثاني، كما شارك بتلاواته المهيبة في أبرز المناسبات الدينية والاجتماعية في النصف الأول من القرن العشرين.

وحين اندلعت ثورة ١٩١٩م، كان للشيخ منصور حضوره البارز بين أبناء الأزهر، حيثُ اعتاد أن يرفع صوته بآيات القرآن الكريم في أروقة الجامع الأزهر الشريف، يسكب من تلاوته سكينةً على القلوب، ويبعث في النفوس أملًا ويقينًا، حتى أصبحت تلاوته رمزًا للحضور الروحي في زمنٍ كان الوطن فيه أحوج إلى النور من الصوت.

وفي عام ١٩٢٧م، شارك كوكبة من كبار القراء، أمثال الشيخ أحمد ندا، والشيخ علي محمود، والشيخ محمد رفعت، في تلاوة ما تيسّر من القرآن الكريم في مأتم الزعيم سعد زغلول، فكان صوته جزءًا من مشهد الوداع الحافل بالخشوع والهيبة.

كما قرأ في مأتم السلطان فؤاد الأول في ٢٨ أبريل ١٩٣٦م، وهي التلاوة التي اختُتمت بها مسيرته العامة، إذ قرر بعدها أن يعتزل القراءة في المحافل، ويكتفي بتلاوة القرآن الكريم في مسجدين صغيرين بقرية مَجُول، حتى لقي ربَّه في هدوء ووقار.

وقد أُثِر عن بعض كبار المقرئين، مثل: الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ مصطفى إسماعيل، أنهما تأثرا بأسلوبه ونهلا من مدرسته، لما في أدائه من رصانة وشفافية وروحانية عذبة.

وفاته:


يوم ٩ أغسطس ١٩٦٧م، عن عمر ناهز الثالثة والثمانين

رحل الشيخ منصور بدار، لكن صوته لم يغب، بل بقي يتردّد في ذاكرة الزمن، شاهدًا على عصرٍ كانت فيه التلاوة وِردًا للأرواح، وكان القارئ حاملًا لرسالة، يمشي بها في الناس كما يمضي النور في الظلام.

وفي لمسة وفاءٍ لأعلام التلاوة المصرية، يطلق المجلس الأعلى للشئون الإسلامية احتفالية إلكترونية لإحياء ذكرى الشيخ منصور بدار، قارئ الثورة وصاحب الصوت الذي خُلد بين السلاطين والزعماء، والمحبين. 
رحمه الله رحمة واسعة وجعل تلاوته نورًا وسكينة ورحمات تتنزل عليه

تم نسخ الرابط