هل يجوز جمع المسافر صلاة العصر قصرًا مع صلاة الجمعة في وقت أداء الجمعة؟

أوضحت دار الإفتاء إلى جواز جمعُ صلاة العصر قصرًا مع الجمعة جمع تقديم في السفر؛ لأنَّها بدلٌ عن الظهر، وقد روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوك إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَهَا إِلَى الْعَصْرِ، فَيُصَلِّيَهُمَا جَمِيعًا، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمْسِ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ سَارَ، وَكَانَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ الْمَغْرِب أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْعِشَاءِ، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلَّاهَا مَعَ الْمَغْرِبِ". وهذا الحديث صححه ابن حبان والبيهقي، وحسنه الترمذي، وهو أصل في جمع التقديم إلَّا أنه يمتنع جمع الجمعة مع العصر جمع تأخير؛ لأنَّ الجمعة لا يتأتَّى تأخيرُها عن وقتها.
هل تصح الصلاة في السيارة حال رفع الأذان؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه لا يجب على المسلم أن يؤدي الصلاة فور رفع الأذان إذا كان في وضع غير مهيأ لأدائها بالشروط المطلوبة، مثل وجوده داخل سيارة وفي مكان غير مخصص للصلاة، مؤكدةً أن من تمام أداء الصلاة أن تُقام بخشوع واستيفاءٍ للأركان من قيام وركوع وسجود واستقبال للقبلة.
وأضافت الدار أن من كان في السيارة وقت الأذان، ولم يتمكن من أداء الصلاة على الوجه الأكمل، فله أن يؤخرها ويجمعها جمع تأخير مع الصلاة التي تليها، كأن يجمع الظهر مع العصر، أو المغرب مع العشاء، إذا كانت حالته تستدعي ذلك من مشقة أو ظرف طارئ.
واستندت دار الإفتاء في ذلك إلى ما ثبت عن النبي ﷺ أنه جمع بين الصلوات من غير خوفٍ ولا مطرٍ ولا سفر، تيسيرًا على أمته، ورفعًا للحرج، مشيرةً إلى أن الشارع الحكيم راعى الأحوال المتغيرة للناس، وفتح باب التيسير دون تفريط
عالم أزهري : يحرم على العروس يوم الزفاف تفويت الصلاة .. ويجوز لها الجمع
أكد الشيخ إبراهيم يوسف، من علماء الأزهر الشريف، أن الأصل في الصلاة هو أداؤها في أوقاتها، لقوله تعالى: “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا”. وأضاف أن الشريعة الإسلامية راعت أحوال الناس ورفعت عنهم الحرج، وأجازت الجمع بين الصلوات في حالات المشقة، مثل السفر والمطر، بل وصح في صحيح البخاري أن النبي ﷺ جمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، من غير خوف ولا مطر، مما يدل على جواز الجمع للمشقة باتفاق العلماء.
وأوضح الشيخ إبراهيم، في تصريحات خاصة، أن حال العروس في يوم زفافها يدخل ضمن هذه الأعذار، إذ تواجه مشقة في الاستعداد والتنقل والطقوس المختلفة، مما قد يعيق أداء كل صلاة في وقتها، مشيرًا إلى أن الجمع بين الظهر والعصر جمع تقديم جائز في هذه الحالة، بأربع ركعات لكل فرض، دون قصر. كما يجوز الجمع بين المغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخير، بحسب ظروفها.
وشدد على أن هذا الرخصة لا تعني التهاون أو التفريط، فالأصل أن تُؤدَّى الصلاة في وقتها، ويجب على العروس أو من يعينها على التحضير أن يراعوا هذا، حتى لا تتحول المناسبة السعيدة إلى باب للتقصير في أعظم أركان الدين.
ولفت الشيخ إلى أن إظهار الفرح والسرور في الإسلام أمر مباح ومطلوب، بل إن تجهيز العروس للزفاف كان من هدي النبي ﷺ، ولكن لا يصح أن يتحول هذا الفرح إلى ذريعة لارتكاب المعاصي كالتبرج الفاحش أو كشف العورات أو الإسراف والمبالغات الخارجة عن حدود الشرع.
وختم تصريحه قائلًا: “ليلة الزفاف ليلة فرح، ولكنها أيضًا ليلة طاعة وشكر لله، وما جعل الله علينا في الدين من حرج، فلتفرح العروس ولتحتفل، ولكن في حدود ما أحله الله، فنحن نفرح بفضله، لا بمعصيته