«إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا».. علي جمعة يوضح الآية 65 من سورة الفرقان

يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر في بيان وتفسير الآية 65 من سورة الفرقان حيث قول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾ [الفرقان :65]، فيه غُرمٌ وضياع وهلاك لازم ثابت.
معاني آيات سورة الفرقان
وتابع علي جمعة في بيانه آيات سورة الفرقان: ﴿إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًا وَمُقَامًا ﴾ [الفرقان :65- 66]، تذكروا أنه يستعيذ من عذاب الله وعقابه وسخطه، ويرى في هذه جهنم، ويرى أنها ساءت مستقرًا ومقامًا، في مقابلتها الجنة ورضا الله ﴿حَسُنَتْ مُسْتَقَرًا وَمُقَامًا﴾ [الفرقان :76] كما سنرى في آخر السورة.
وبين أن هذا هو سخط الله وهذا هو رضوان الله، والعاقل عليه أن يختار، ولذلك كان الكفار ضالين ﴿ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفرقان :44]، وإنه ليس من العقل أن يختار الإنسان سخط ربه على رضوانه، ولا ناره على جنته، ولا عذابه على ثوابه، هو غافل والكفار كذلك في غفلة عن ربهم وحجاب..؛ ﴿فِى غَمْرَةٍ سَاهُونَ ﴾ [الذاريات :11]
وأشار عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إلى أن مهمة المسلم الذي هو من عباد الرحمن أن يزيل الحجاب بين الإنسان وبين ربه، وأن يدل ويرشد والهداية بيد الله؛ ﴿ إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَاءُ﴾ [القصص :56]
يقول سبحانه وتعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ﴾ [الفرقان :68]، فهم يَقتلون إنما عندما يكون في القتل درء للقتل، وعندما يكون في القتل نفي للقتل؛ عندما يكون فيه الحياة ﴿ وَلَكُمْ فِى القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِى الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة :179].