عاجل

شبكة أطباء السودان تطلق استغاثة لإنقاذ «الفاشر» من المجاعة وفتح ممرات أمنة

أثار الدمار في الفاشر
أثار الدمار في الفاشر نتيجة عدوان الدعم السريع

أطلقت شبكة أطباء السودان استغاثة عاجلة لإنقاذ مدينة الفاشر الواقعة شمال ولاية درافور، وطالبت بتدخل سريع لفك الحصار المفروض عليها والذي أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية والصحية بشكل كارثي، إذ بلغت مستويات الجوع المرحلة الثالثة بحسب التصنيفات الدولة لانعدام الأمن الغذائي، ما يعرض آلاف الأطفال والنساء لخطر الموت جوعًا.

ند\ء عاجل لوقف المجاعة

وقالت الشبكة فى بيان اليوم الأربعاء إن: “آلاف الأسر فى الفاشر تعانى من نقص حاد فى الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، فى ظل انقطاع الإمداد نتيجة للحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية من قبل الدعم السريع، ما يجعل حياة المدنيين، وخاصة الأطفال وكبار السن، تحت خطر المجاعة والأوبئة”.

وناشدت شبكة أطباء السودان السلطات المحلية والمنظمات الدولية والجهات الإنسانية، للتدخل الفورى والعاجل من أجل فتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات وتوفير الغذاء والدواء والمياه ورفع الحصار عن المدينة المنكوبة، مضيفة:"مدينة الفاشر تستغيث الجميع فهل من مجيب؟".

تعاني مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، من كارثة إنسانية متصاعدة، مع استمرار الحصار والقصف المدفعي وهجمات الطائرات المسيّرة من قبل قوات الدعم السريع، وسط شحٍّ حادٍّ في الغذاء والدواء وخدمات الاتصالات.

ويُحتجز داخل المدينة مئات الآلاف من السكان والنازحين، في وقت يدخل فيه الصراع المسلح عامه الثالث دون أفق للحل.

قال أحد السكان لوكالة رويترز: "الظروف صعبة كل يوم قصف مدفعي وطيران الدعم السريع يقصف الفاشر صباحاً ومساءً. الكهرباء والإنترنت مقطوعتان، والمخابز متوقفة.. والناس تموت من الجوع والمرض والإصابات".

تصاعد القتال وتحول استراتيجي في دارفور

بدأ النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 بعد خلاف حول دمج القوات وتقاسم السلطة.
ورغم سيطرة الدعم السريع على مناطق واسعة في وسط السودان، فإن الجيش أعادها إلى الغرب، مما أدى إلى احتدام المعارك في الفاشر، آخر معقل استراتيجي كبير للجيش في دارفور.

وسيكون سقوط الفاشر تطوراً خطيراً، إذ سيمنح الدعم السريع سيطرة شبه كاملة على دارفور، وهو ما قد يكرّس تقسيمًا فعليًا للبلاد، بحسب محللين.

نأكل علف الحيوانات.. الجوع أكثر فتكاً من القنابل

قالت طبيبة من داخل الفاشر: "الصغار يعانون من سوء تغذية، والكبار كذلك. أنا شخصياً لم أفطر اليوم، لا يوجد ما نأكله".

ويلجأ السكان لتناول التبن أو الأمباز (علف حيواني من قشور الفول السوداني)، لكن حتى هذه البدائل بدأت بالنفاد.
وأكد السكان أن قوات الدعم السريع تمنع دخول المساعدات الغذائية وتهاجم القوافل الإنسانية. فيما وصلت أسعار السلع المهربة إلى خمسة أضعاف متوسطها في باقي البلاد.

رحلة الهروب

حاول الآلاف الهرب من الفاشر نحو مدينة طويلة، الواقعة على بعد 60 كم غرباً، لكن الطريق نفسه أصبح مصيدة دامية.

من جانبها، قالت إنعام عبد الله (19 عاماً): "هاجمونا مرتين.. أخذوا منا المال، الهواتف، الحيوانات، وقتلوا واغتصبوا أمامنا". وأكدت منظمة محامو الطوارئ مقتل 14 شخصاً وإصابة العشرات خلال هجوم على الفارين في إحدى القرى.

ويُقدّر أن أكثر من نصف مليون نازح لجأوا إلى طويلة، خاصة بعد هجمات الدعم السريع على مخيم زمزم القريب من الفاشر. لكن طويلة لا تملك المقومات اللازمة لتقديم الإغاثة، حيث تعاني المنظمات الإنسانية من تراجع الدعم الدولي.

الكوليرا تنتشر 

مع بداية موسم الأمطار، انهارت البنية التحتية الصحية، ما أدى إلى تفشي وباء الكوليرا. كما أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أنها عالجت 2500 حالة منذ منتصف يونيو، في حين توفي 52 شخصاً بحسب لجنة التنسيق للنازحين.

وتبقى استجابة الجهات الدولية بطيئة، مع تحذيرات من تأخر وصول اللقاحات بسبب الأمطار وصعوبة التنقل.

 

تم نسخ الرابط