عاجل

معضلة نتنياهو في غزة.. لا يقبل فكرة فشله في تحقيق أهداف الحرب في القطاع

رئيس حكومة الاحتلال
رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

خطط كثيرة وضعها جيش الاحتلال الإسرائيلي لحربه مع المقاومة الفلسطينية، ولكن كلها فشلت عملياتيًا على رمال قطاع غزة، فمن خطة الجنرالات مرورًا بعربات جدعون لم يحصد جيش الاحتلال سوى خسائر في أرواح جنوده، وما ظهر من المقاومة سوى الثبات واستمرار عملياتها والتمسك بمواقفها ورفض الرضوخ والاستسلام. 

مشكلة نتنياهو في غزة

ورغم ذلك الواقع العملياتي في قطاع غزة، خرج بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ليعلن عن نيته احتلال قطاع غزة بالكامل، ومن المقرر أن يصوت "الكابنيت" (المجلس الأمني المصغر) على القرار غدًا الخميس.

وفي هذا الصدد يقول واضع خطة الجنرالات، غيورا آيلاند، أن مشكلة نتنياهو في قطاع غزة هي نفسية، إذ أنه غير قادر على القبول بأن أهداف حربه على القطاع غير قابلة للتحقيق، والتي تتمثل في القضاء على المقاومة الفلسطينية وتحرير الأسرى الإسرائيليين الموجودين بحوزتها، وفرض واقع أمني جديد في القطاع، مشيرًا إلى أن تلك المشكلة واجهت عدة قادة آخرين حول العالم على مر التاريخ.

وترى جهات إسرائيلية عدة، من بينها مسؤوليين سياسيين وعسكريين بازرين وعلى رأسهم رئيس الأركان آيال زامير، أن قرار احتلال قطاع غزة يفتقر لأي منطق. 

ويقدّر مسؤولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلي (كان) اليوم (الأربعاء)، أن عملية عسكرية واسعة النطاق لاحتلال قطاع غزة ستكلّف أثماناً باهظة، تشمل مقتل عشرات الجنود وإصابة عدد كبير منهم.

 كما أثيرت مخاوف من أن مثل هذا التحرك قد يؤدي إلى مقتل الأسرى الإسرائيليين في غزة، سواء على يد محتجزيهم كردة فعل، أو عن طريق الخطأ من القوات الإسرائيلية نفسها، كما حدث مع عدد كبير من الأسرى.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن المقاومة الفلسطينية بحوزتها خمسون أسير، عشرون منهم على قيد الحياة.

إلى ذلك، من المتوقّع أن يعرض إيال زامير، على المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) غداً، توصيات الجيش والتداعيات الاستراتيجية المحتملة، إلى جانب التحفظات بشأن تنفيذ عملية احتلال كاملة للقطاع. 

لا إجابات واضحة عن أهداف الاحتلال

وأكدت "كان" أنه لا إجابة واضحة لدى المستوى السياسي بعد، عن السؤال المتعلق بالأهداف بعد احتلال غزة، ولا عن قضية السيطرة على مليوني فلسطيني يعيشون فيها.

وخلال المناقشات الأخيرة، طُرحت أيضاً مسألة إمكانية فرض حكم عسكري إسرائيلي في القطاع، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات سياسية وأمنية.

ويؤكد الجنرال آيلاند، في مقال كتبه اليوم في موقع والاه، وهو تكرار لما قاله مساء أمس للقناة 12 العبرية أيضاً، أنه يجب اتخاذ قرار، حيث أوضح أن “نتنياهو” الذي يميل عادة إلى المماطلة، لا يمكنه هذه المرة أن يتجنب اتخاذ قرار، لا سيما وأنه لا يمكن البقاء في الوضع الحالي، فالجيش الإسرائيلي يراوح مكانه بلا جدوى"، زاعماً أن "الأسوأ من ذلك أن حماس تحصل على كل ما تريده".

ويشبه آيلاند الوضع مجازاً، بالوقوف على مفترق طرق، يتطلب التوجه يميناً أو يساراً، ويعني التوجّه إلى اليسار “الموافقة على صفقة بسيطة ومؤلمة، تشمل إنهاء الحرب، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من غزة مقابل استعادة جميع الأسرى”.

وقال إنه نتنياهو حاول التذاكي، وبعد إهداره خمسة أشهر على نحو فادح، (إذ لا تقبل المقاومة بالإفراج عن الأسرى سوى في مقابل وقف الحرب) أدرك أن الصفقات الجزئية غير ممكنة، ولذلك من الصحيح الموافقة على صفقة شاملة واحدة، لكنه اشترط هذه الصفقة بموافقة حماس على نزع سلاحها، وهو مطلب غير واقعي".

تم نسخ الرابط