«صدمة ما بعد الولادة».. نهى الخولي تحذر من الاكتئاب الصامت للأمهات الجدد

حذّرت الدكتورة نهى الخولي،  استشاري التحول النفسي، من ظاهرة منتشرة تصيب الكثير من الأمهات بعد الولادة، وهي ما يُعرف بـ"اكتئاب ما بعد الولادة". وأوضحت أن أحد أبرز أسباب هذه الحالة هو الفجوة الكبيرة بين الصورة الوردية التي ترسمها الأم في خيالها عن الأمومة، وبين الواقع الفعلي الذي يفاجئها بعد الولادة، بما يحمله من مسؤوليات وضغوط نفسية وجسدية هائلة.

وقالت دكتوة  نهى خلال استضافتها في برنامج "ست ستات"، المذاع عبر شاشة DMC، إن الكثير من النساء لا يدركن أن ما يشعرن به هو حالة مرضية تحتاج إلى التعامل بوعي، وليست مجرد "نوبة حزن مؤقتة"، كما يعتقد البعض.

تغيرات هرمونية تقود إلى نوبات بكاء وغضب

وأضافت الخولي أن الاكتئاب لا ينشأ فقط من الضغوط النفسية، بل يرتبط أيضًا بتغيرات بيولوجية تحدث في جسم المرأة بعد الولادة، أهمها التقلبات الهرمونية التي تؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية.

وتابعت موضحة أن هذه التغيرات قد تُظهر أعراضًا مثل: البكاء المتكرر دون سبب واضح، فقدان الشغف، نوبات غضب، قلق دائم، وعدم ثقة الأم في نفسها. ومع تفاقم الحالة، قد يصل الأمر إلى أن ترفض الأم وجود الطفل أو تشعر بعدم الارتباط به.

تحذير من المراحل المتقدمة: "الخطر يقترب بصمت"

وأطلقت الدكتورة نهى تحذيرًا واضحًا، مشددة على أن تجاهل أعراض اكتئاب ما بعد الولادة قد يؤدي إلى تطورات خطيرة، فبعض الحالات، إذا لم تحصل على الدعم أو العلاج المناسب، قد تتفاقم إلى درجة التفكير في إيذاء النفس أو حتى الطفل.

وأشارت إلى أهمية وجود وعي مجتمعي يحيط بالأمهات الجدد، داعية العائلات إلى دعم المرأة نفسيًا بعد الولادة، وعدم التقليل من مشاعرها أو الاستخفاف بمعاناتها.

نصيحة لكل أم: "ساعدي نفسك أولًا"

في ختام حديثها، وجهت الخولي رسالة مؤثرة لكل امرأة على وشك الولادة:
"اقرئي عن اكتئاب ما بعد الولادة قبل ما توصلي للحظة دي.. حاولي تجهزي نفسك نفسيًا زي ما بتجهزي شنطة الولادة ، ولو بدأتي تحسي بأي أعراض، ما تستنيش، ساعدي نفسك، واطلبي المساعدة".

وأكدت أن الوعي هو السلاح الأول لمواجهة هذا النوع من الاكتئاب، الذي قد يبدو خفيًا في البداية، لكنه قد يتحول إلى أزمة حقيقية إذا تُرك دون تدخل.