خبير أمن المعلومات: «جي بي تي» يهدد خصوصية المستخدمين بسبب ميزة تجريبية |فيديو

حذر المهندس تامر محمد، خبير تكنولوجيا وأمن المعلومات، من خطورة الاعتماد المفرط على أدوات الذكاء الاصطناعي المنتشرة عبر الإنترنت، وعلى رأسها منصة "شات جي بي تي"، وذلك على خلفية الجدل الدائر حول احتمالية تسريب بيانات المستخدمين بسبب ميزة تجريبية يُعتقد أنها فُعلت دون علمهم.
وجاءت تصريحات تامر محمد، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، حيث أشار إلى أن ما حدث مؤخرًا قد لا يكون مقصودًا، مرجّحًا أن يكون خللًا تقنيًا أو ثغرة غير معلن عنها رسميًا، لكنها أثارت حالة من القلق بين مستخدمي الذكاء الاصطناعي حول العالم.
ميزة تجريبية مشبوهة
وأوضح تامر محمد أن الشركة المالكة لـ"شات جي بي تي" لم تصدر أي بيان رسمي يعترف بوجود اختراق أو خلل في النظام، لكنها قدّمت ما جرى على أنه "ميزة تجريبية"، كانت مفعّلة على بعض الحسابات بشكل غير معلن.
وأشار تامر محمد إلى أن هذه الميزة وفق ما تداوله مستخدمون وتقارير تقنية ربما كانت تسجل محتوى المحادثات أو تشارك بعض المعلومات مع الخوادم بطريقة غير واضحة، مما يُعد تهديدًا مباشرًا لخصوصية المستخدمين، خاصة من لا يملكون خلفية تقنية كافية لفهم إعدادات الخصوصية.
خطورة الاستخدام غير الواعي
وأكد تامر محمد أن خطورة أدوات الذكاء الاصطناعي لا تكمن فقط في تسريب البيانات، بل في الطريقة التي يتعامل بها المستخدمون مع هذه الأدوات، مشيرًا إلى أن البعض قد يُدخل معلومات شديدة الحساسية أو سرية في محادثاتهم مع "شات جي بي تي"، سواء عن حياتهم الشخصية أو مواقع عملهم.
ونبّه تامر محمد إلى أن بعض المؤسسات الكبرى مثل البنوك والشركات متعددة الجنسيات بدأت في منع استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي داخليًا، خصوصًا في الإدارات الحساسة، وذلك للحفاظ على سرية المعلومات ومنع أي تسريب محتمل سواء بقصد أو دون قصد.
الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا
وشدد تامر محمد على أن الذكاء الاصطناعي يجب التعامل معه باعتباره أداة مساعدة وليس بديلاً عن العقل البشري، لافتًا إلى أن الإفراط في الاعتماد عليه في المهام اليومية، سواء في الكتابة أو التخطيط أو حتى التفكير، قد يؤدي إلى تآكل المهارات الذهنية والاعتياد على التفكير الآلي.
وأكد تامر محمد أن التعامل الآمن مع الذكاء الاصطناعي يتطلب وعيًا حقيقيًا من المستخدمين، وتقييمًا دقيقًا للمعلومات التي تتم مشاركتها عبر هذه المنصات، مع الحرص على قراءة إعدادات الخصوصية وتحديثاتها بشكل مستمر.

لا تشارك بياناتك الحساسة
وقدم تامر محمد مجموعة من النصائح الأساسية للمستخدمين، أهمها: "تجنب مشاركة أي بيانات شخصية أو مهنية حساسة عبر محادثات الذكاء الاصطناعي، عدم إدخال معلومات سرية أو متعلقة بالعمل، خاصة في الشركات أو الجهات الحكومية، الاطلاع على إعدادات الخصوصية أولًا بأول، وفهم طبيعة "المزايا التجريبية" التي قد تُفعل تلقائيًا، استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل محدود ومدروس، خاصة في المجالات الإبداعية أو التعليمية.
وختم تامر محمد محمد حديثه بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة تقنية حقيقية، لكن سوء الاستخدام أو الثقة العمياء به قد يحوّله إلى سلاح ضار بالخصوصية والقدرة البشرية، داعيًا إلى نشر الوعي الرقمي والاهتمام بالتثقيف التكنولوجي في المدارس والجامعات.