مقرأة مسجد العباسي: تأهيل علمي ودعوي للأئمة في إطار خطاب ديني مستنير

شهد مسجد العباسي بمدينة بورسعيد، التابع لإدارة الشرق وبورفؤاد، اليوم الاثنين ٤ أغسطس ٢٠٢٥م، تنظيم مقرأة قرآنية للأعضاء عقب صلاة العصر، في إطار البرنامج العلمي المتواصل الذي تتبناه وزارة الأوقاف للارتقاء بالمستوى العلمي والقرآني للأئمة والدعاة، والاهتمام المتزايد برعاية أهل القرآن وتنمية مهاراتهم.
تنشيط المقارئ بالمساجد
أقيمت المقرأة برعاية الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الذي يولي اهتمامًا خاصًّا بتنشيط العمل القرآني وتفعيل البرامج التربوية داخل المساجد، وبإشراف مباشر من الدكتور مختار عيسى دياب، مدير مديرية أوقاف بورسعيد، ومتابعة الدكتور عماد هيبة، مدير الدعوة بالمديرية، بينما تولى الشيخ محمد صبح، إمام المسجد ومشرف المقرأة، تنظيم ومتابعة اللقاء، الذي سادته أجواء من الجدية والالتزام، عكست حرص الأئمة على الاستزادة من علوم القرآن الكريم.
مشاركة كبيرة
وشهدت المقرأة مشاركة فاعلة من الأئمة، حيث تم تصحيح التلاوات، وتوضيح الأحكام التجويدية، والوقوف على مواضع الأداء الصوتي السليم، كما شملت المقرأة مناقشات علمية حول فقه التلاوة وآداب تعليم القرآن، بما يسهم في تأهيل الإمام ليكون قدوة علمية وسلوكية في مجتمعه.
خطاب ديني مستنير
ويُعد هذا النشاط أحد المحاور الأساسية في خطة وزارة الأوقاف لترسيخ المنهج الوسطي، وتقديم خطاب ديني مستنير قائم على الفهم العميق لنصوص الوحي، من خلال إعداد الكوادر الدعوية إعدادًا علميًّا متينًا، وتمكينهم من أدوات التأثير في الواقع، ونشر قيم الاعتدال والرحمة والانتماء عبر رسالة القرآن الكريم الخالدة.
وتُعد مقرأة الأعضاء بمسجد العباسي نموذجًا حيًّا لتفعيل دور المساجد في تعزيز الجوانب العلمية والتربوية للأئمة، حيث لا تقتصر رسالتها على أداء الشعائر، بل تمتد لتكون منارات علم وهداية، تخرج دعاة على دراية تامة بأحكام التلاوة وفنون الأداء، ومتمكنين من إيصال المعاني القرآنية بأسلوب راقٍ ومؤثر.
مهارات الأئمة وتزويدهم بالمعارف
كما تؤكد هذه الأنشطة على أهمية الاستمرار في صقل مهارات الأئمة وتزويدهم بالمعارف اللازمة لأداء دورهم الدعوي في مواجهة التحديات الفكرية، وترسيخ القيم الأخلاقية والمجتمعية، بما يحقق رسالة وزارة الأوقاف في بناء الوعي وتنمية المجتمع على أسس من العلم والاعتدال.