عاجل

ياسمين الجندي تؤكد: العمر ليس معيارًا لتقدير الاحترام في الزواج

الدكتورة ياسمين الجندي
الدكتورة ياسمين الجندي

قالت الدكتورة ياسمين الجندي، استشاري العلاقات الزوجية، إن أساس استمرار أي علاقة زوجية هو وجود احترام متبادل بين الزوجين، موضحة أن فارق السن لا يحدد بالضرورة درجة الاحترام. 

الزواج لا يصمد دون تقدير

وأضافت ياسمين الجندي، خلال لقائها في برنامج "آخر الأحداث" على قناة الشمس: "سواء كان الزوجان صديقين قبل الزواج، أو أقارب أو حتى متحابين، فإن الاحترام لا يُستثنى أبدًا، ولا يُعوّضه الحب وحده".

وشددت ياسمين الجندي على أن غياب الاحترام يهدد استقرار العلاقة، موضحة أن بعض الشخصيات تكشف من البداية عن غياب هذا الجانب، لكن الطرف الآخر يتغاضى، ليعود لاحقًا للشكوى، قائلة: "الاحترام ليس تفصيلة، بل هو عمود البيت، إن انهار، انهارت الأسرة".

فارق السن ليس المعيار

ورفضت ياسمين الجندي فكرة وجود سن مثالي موحد للزواج، مشيرة إلى أن النضج العقلي والوعي الشخصي أهم من الفارق العمري. وقالت: "لدينا شباب يتزوجون في سن صغيرة بعد التخرج مباشرة وينجحون، وفي المقابل هناك من بلغوا مراحل متقدمة في العمل وفشلوا زواجيًا".

وأوضحت ياسمين الجندي أن الخبرة الحياتية والقدرة على تحمل المسؤولية هما المعياران الحقيقيان، مضيفة: "الزواج يعني بيت، أطفال، مسؤوليات... وليس مجرد مناسبة اجتماعية أو تجربة رومانسية".

مقومات الأسرة السليمة

أكدت ياسمين الجندي أن قيام الأسرة السليمة يعتمد على عناصر لا غنى عنها، على رأسها: الوضوح، الاحترام، تجنب الشك والمقارنات، وتحمل المسؤولية. وأضافت: "لا توجد أسرة ناجحة دون أن يشعر كل طرف أن نجاح شريكه هو امتداد لنجاحه الشخصي".

كما حذرت ياسمين الجندي من فكرة فرض الشخصية داخل البيت، مشيرة إلى أن العلاقات التي تقوم على الهيمنة أو القهر أو تدخلات خارجية، سواء من الأهل أو الأصدقاء، غالبًا ما تنتهي إلى طريق مسدود.

السوشيال ميديا تهدم البيوت

تطرقت ياسمين الجندي إلى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على العلاقات الزوجية، معتبرة أنها من أكبر عوامل فشل العلاقات في الوقت الحالي، قائلة: "من غير المقبول أن تُنشر تفاصيل الخلافات الزوجية في بوستات على فيسبوك"، مشيرة إلى أن بعض الزوجات أو الأزواج يتسرعون في نشر خلافاتهم للعلن، مما يفقد العلاقة خصوصيتها ويزيد التوتر.

وروت ياسمين الجندي مثالًا من استشارة تلقتها، حيث كانت الزوجة "تشتكي نسايبها على السوشيال ميديا"، مضيفة: "هذه تصرفات تعكس قلة نضج وغياب الذكاء العاطفي".

الزواج مسؤولية لا تمثيل

قارنت ياسمين الجندي بين من يشتري جهازًا كهربائيًا ويقرأ كتالوجه بعناية، ومن يدخل حياة زوجية بلا وعي أو إدراك لما ينتظره، مؤكدة أن كثيرًا من الشباب يدخلون العلاقة دون فهم لأنفسهم، ناهيك عن فهم الآخر.

وقالت ياسمين الجندي: "كيف تبني بيتًا دون أن تفهم احتياجاتك، أو تُظهر شخصيتك بوضوح؟ التجمّل وقت الخطوبة ثم الصدمة بعد الزواج هو بداية الانهيار".

المظاهر لا تصنع سعادة

أشارت ياسمين الجندي إلى وجود عدد كبير من الزيجات التي تبدو ناجحة من الخارج، لكنها مدمرة من الداخل، قائلة: "هناك زوجات ينتظرن زواج أبنائهن للانفصال، وأزواج يتزوجون في السر أو يتمنون الفرار من البيت". 

وأكدت ياسمين الجندي أن هذه الزيجات الظاهرية تُدفع فاتورتها من الاستقرار النفسي للأطفال، فهم أول من يشعر باضطراب البيت مهما حاول الأهل التظاهر بالعكس.

الآباء أيضًا يسيئون لأبنائهم

في طرح جريء، قالت ياسمين الجندي إن العقوق لا يقتصر على الأبناء تجاه والديهم، بل هناك عقوق من الآباء لأبنائهم، مضيفًا: "الطفل الذي ينشأ في بيت مليء بالخلافات، أو يعيش مع أبوين تعيسين، لا يمكن أن يتمتع بصحة نفسية سليمة".

وشددت على أن الطلاق ليس دائمًا مرفوضًا، بل قد يكون حلًا أحيانًا، لكنه لا يجب أن يكون الحل الأول، مردفه: "حتى في حالة الانفصال، فإن غياب الأب أو الأم عن المنزل بشكل دائم له أثر نفسي كبير لا يمكن إنكاره، ويترك جرحًا طويل الأمد في وجدان الطفل".

الدكتورة ياسمين الجندي 
الدكتورة ياسمين الجندي 

أطفالكم مرآة لكم

اختتمت ياسمين الجندي حديثها بتوجيه رسالة للآباء والأمهات قائلة: "أبناؤكم مرآة لنفسياتكم... لا يمكن أن ينشأ طفل سعيد في بيت يفتقر للسلام والاحترام"، مشددة: "الصوت العالي، التوتر، المقارنات، الخلافات المستمرة… كل ذلك يُسجل في ذاكرة الطفل".

وحذرت ياسمين الجندي من الانخداع بالمظاهر، قائلة: "مهما تظاهرنا بأن كل شيء على ما يرام، أطفالنا يشعرون بالخلل. السعادة الحقيقية تبدأ من داخل البيت، لا من الصورة التي نظهرها للناس".

تم نسخ الرابط