ترع دمياط خارج الخدمة.. المزارعون يستغيثون بالمحافظ: الأراضي بارت

في مشهد يتكرر يوميًا على أطراف القرى والمراكز بمحافظة دمياط، ترقد الترع والمصارف في حالة من الإهمال الشديد، وقد تحولت من شرايين حياة لري الأراضي الزراعية إلى برك من المياه الراكدة والقمامة والحيوانات النافقة، وسط غياب أعمال التطهير والصيانة، ما يهدد الأراضي بالبوار والمزارعين بخسائر فادحة.
ورصدت عدسة "نيوز رووم" خلال جولة ميدانية بعدد من القرى، مشاهد صادمة لحالة الترع الفرعية والرئيسية، التي يعاني أغلبها من الانسداد والتلوث، وهو ما أدى إلى ضعف وصول المياه إلى الأراضي الزراعية، خاصة في أوقات الري الأساسية، مما تسبب في تراجع إنتاجية المحاصيل.
في قرى مركز كفر سعد، خاصة "الركابية" و"السوالم" و"كفر المنازلة"، أعرب عدد من المزارعين عن استيائهم الشديد من غياب حملات التطهير، مؤكدين أنهم تقدموا بعدة شكاوى إلى مسؤولي الري دون جدوى، مشيرين إلى أن آخر أعمال تطهير تمت منذ أكثر من عام.
يقول الحاج محمود عبد الغني، مزارع من قرية الركابية: "الترعة اللي كنا بنسقي منها بقت مليانة طين وزبالة، والمياه مبتوصلش للأرض، والمزارع بقى يشحت الميّه، وكل ما نشتكي يقولوا مفيش ميزانية، طيب المحصول هيروي نفسه؟"
في قرية كفر سعد البلد، قال عم رمضان عوض، مزارع ستيني: "إحنا بندفع ضرائب وحق انتفاع، ومش لاقيين ميّه نسقي الزرع.. الترعة مسدودة من شهور، والريحة بقت لا تطاق، وفيه حيوانات نافقة في الميه محدش بيشيلها."
المشهد لا يختلف كثيرًا في مراكز فارسكور والزرقا ودمياط الجديدة، حيث أظهرت الجولة انتشار الحشائش والنباتات الضارة على سطح الترع، وتراكم المخلفات الصلبة، وسط غياب تام لأعمال المتابعة أو وجود لفرق النظافة أو الصيانة الدورية.
ويطالب عدد من المزارعين الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الموارد المائية والري، بسرعة التدخل وتنفيذ حملات تطهير عاجلة، وتخصيص ميزانيات مناسبة لأعمال الصيانة، لما لها من تأثير مباشر على المحاصيل والأمن الغذائي داخل المحافظة.
كما أشار الأهالي إلى أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى تبوير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، خاصة في المناطق التي تعتمد كليًا على مياه الري من هذه الترع، مطالبين بإعادة النظر في خطة الصيانة ومتابعة التنفيذ بشكل ميداني.
ويأتي هذا في وقت تشهد فيه البلاد تغيرات مناخية وتراجعًا في موارد المياه، ما يجعل الحفاظ على كل قطرة مياه أولوية قصوى، وهو ما يتناقض مع ما ترصده "نيوز رووم" من مشاهد إهدار وتلوث لمجاري المياه بسبب الإهمال والتقصير.
ويبقى السؤال مفتوحًا أمام المسؤولين: من ينقذ ترع دمياط من البوار؟



