تصاعد التوتر في إسرائيل مع احتجاجات مبكرة للمطالبة بإنهاء أزمة الأسرى |فيديو

أفادت دانا أبو شمسية، مراسلة قناة "القاهرة الإخبارية" من القدس المحتلة، بأن تجمعات أهالي المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية بدأت منذ ساعات مبكرة صباح اليوم في ميدان المحتجزين بتل أبيب، خلافًا للعادة التي تشهد ذروتها بعد الساعة الثامنة مساء.
وأضافت دانا أبو شمسية أن الصور ومقاطع الفيديو التي خرجت من موقع الاحتجاج أظهرت أجواء مشحونة، وصفتها عائلات المحتجزين بأنها "مزعجة ومؤلمة"، تعبيرًا عن تصاعد الإحباط الشعبي تجاه الحكومة الإسرائيلية، بسبب ما يعتبرونه "تقصيرًا في إتمام صفقة وقف إطلاق النار واستعادة المحتجزين".
عائلات تتهم الحكومة
وفي مداخلتها المباشرة على القناة، أشارت دانا أبو شمسية إلى أن عددًا من أهالي المحتجزين خرجوا بتصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية محلية، منها تصريحات مؤثرة لإحدى الأمهات قالت فيها: "ابني أصبح جلدًا على عظم .. الحكومة تتناول الطعام بينما أبناؤنا يتضورون جوعًا في أنفاق غزة"، في إشارة إلى الظروف القاسية التي يعيشها المحتجزون تحت الأرض.
وتابع دانا أبو شمسية: "يأتي هذا الغضب بالتزامن مع زيارة المبعوث الأمريكي الخاص إلى ميدان المحتجزين، والتي زادت من حدة التوتر، حيث اعتبرها بعض المتظاهرين محاولة لامتصاص الغضب دون تقديم حلول عملية لإنهاء الأزمة الإنسانية".
دعوات لانضمام المعارضة
وأوضحت دانا أبو شمسية أن هناك دعوات شعبية من عائلات المحتجزين لتوسيع نطاق الضغط السياسي على الحكومة، من خلال دعوة وزراء المعارضة الإسرائيلية للمشاركة في تجمعات الليلة، تعبيرًا عن تضامنهم مع الأسر التي تعيش مأساة مستمرة منذ أشهر.
وأشارت دانا أبو شمسية إلى أن المحتجين يعتبرون مشاركة الشخصيات السياسية البارزة، خاصة من المعارضة، وسيلة لتوجيه رسائل أقوى إلى الحكومة، التي تواجه انتقادات واسعة لرفضها إبرام صفقة تبادل تضمن وقف إطلاق النار وإعادة الأسرى.
احتجاج في وسط تل أبيب
أشارت دانا أبو شمسية إلى أن أعداد المتظاهرين تتزايد تدريجيًا في محيط الميدان، بالتزامن مع إقامة خيمة مركزية في قلب التجمع، ترمز إلى استمرار الاعتصام والمطالبة بمواقف حاسمة من القيادة السياسية.
وقالت دانا أبو شمسية إن هذا المشهد المتكرر بات يعكس حالة الانقسام المتصاعدة داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث تتعالى الأصوات المطالبة بوضع حد للحرب الحالية، مقابل تمسك حكومة نتنياهو بخطابها المتشدد تجاه المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
رسائل غضب وتصدّع الداخلي
واصل دانا أبو شمسية: "بات ميدان المحتجزين في تل أبيب أيقونة للتوتر الشعبي، حيث تترجم العائلات معاناتها إلى رسائل غضب موجهة للحكومة، التي تُتهم بعدم إعطاء الأولوية الكافية لإنهاء ملف المحتجزين، رغم مرور أشهر على احتجازهم في قطاع غزة."
كما يعكس الحراك الشعبي حالة من التصدع في الداخل الإسرائيلي، حيث تتقاطع مشاعر الغضب الإنساني مع الانقسامات السياسية، وسط غياب أي أفق واضح للتوصل إلى اتفاق تهدئة أو تبادل أسرى يعيد المحتجزين إلى عائلاتهم.

احتجاجات تل أبيب
تزامنت هذه التحركات مع زيارة المبعوث الأمريكي، ما قد يُفسّر كمؤشر على تصاعد الضغوط الدولية على الحكومة الإسرائيلية لإتمام صفقة تبادل تُنهي المأساة المستمرة، خصوصًا في ظل تقارير عن تدهور الحالة الصحية والنفسية لعدد من المحتجزين.
ويبقى السؤال مفتوحًا حول مدى تجاوب القيادة السياسية مع مطالب أهالي المحتجزين، في ظل استمرار الضغط الشعبي وتفاقم الأزمة الإنسانية والسياسية المرتبطة بالعدوان على غزة، وغياب أي مؤشرات ملموسة على انفراجة قريبة.