عاجل

طقس بوذي أم رياضة للسومو؟.. عالم أزهري يوضح الحكم الشرعي لظهور صلاح في معبد

محمد صلاح
محمد صلاح

هجوم كبير يتعرض له محمد صلاح لاعب المنتخب المصري ونجم نادي ليفربول الإنجليزي إثر جلسة تأمل داخل أحد معابد طوكيو، ورغم أن الجلسة التي خضع لها لاعبو النادي الإنجليزي كانت أشبه برياضة اليوجا إلا أنها حملت كثير من الاعتراضات والغضب جعل البعض يحملها تشبه بالمشركين، وغيرها، فما الحكم الشرعي لجلوس المسلم داخل المعبد أو غيره من أماكن العبادة لأصحاب الديانات السماوية أو الوضعية؟

الحكم الشرعي للمشاركة في طقوس غير المسلمين.. هل ما فعله «صلاح» حرام؟ 

الشيخ علي عبدالباقي الأمين العام الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، أشار إلى أن المبادرة في الحكم على أفعال العباد بانتشار الصور جهل بالإسلام ودعوته إلى التعاون والتعامل مع البشر جميعا فالجميع لآدم وآدم من تراب، وليس هناك من هو أفضل وأكرم عند الله إلا بالتقوى يقول تعالى:  «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)».

وتابع في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»:  فالبشر خالقهم واحد، وأبوهم واحد وأمهم واحدة، ومن يفصل ويفاضل بينهم يوم القيامة ربهم الذي أمرهم بالتعامل فيما بينهم بالحسنى، وضرب لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم الأمثلة في ذلك فزار يهودي أذاه عندما علم بمرضه، وزار عمر بن الخطاب رضي الله عنه من بعده عند استلام بيت المقدس المسيحيين واستأذنهم للصلاة وخرج على أعتاب الكنيسة ليس لنهي عن الصلاة داخلها ولكن حتى لا تنتزع منهم بزعم أن فيها صلى خليفة المسلمين». 

وأضاف: «ابتلي المسلمين بمن يزايدون عليهم في دينهم، ويخلطون الحق بالباطل، فأضاعوا البلاد وشردوا العباد في سوريا، وفلسطين، وغيرهما ثم يروجون أنهم الإخوان المسلمين وهم خلاف ذلك»، موضحًا أن زيارة محمد صلاح للمعبد وممارسته لرياضة أشبه باليوجا قد يكون فيه من المجاملة لمن استضافهم ولا يعني ذلك أنه ترك الإسلام لنحاكمه.

وأكمل: «نحن نعزي في إخوانا المسيحيين ويعزوننا ونبارك لهم في كنائسهم وأعيادهم فهل يعني أن كل منا أصبح على دين الآخر»، مشددا: «اختلاط المسلمين مع غيرهم واجب ومن صميم الدين، وما عداه جهل وتعصب أعمى.

ولفت إلى التعاليم الربانية في سورة المؤمنون يقول جل وعلا: « قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (93) رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94) وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95) ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ۚ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96)»، فالله قادر على أن يبين لنبيه مصير أتباع الديانات الأخرى والمشركين لكنه وجهه بأن يتركههم وشأنهم وأن يعاملهم بالحسنى وهو سبيل دفع الملايين حول العالم ومنها شعوب إفريقيا للإسلام فبالمعاملة تكون الدعوة إلى الله.

وبين أن هناك نماذج كثيرة على مشاركة الأزهر وتطبيقه عمليًا لمنهج الإسلام في إرساء الأخوة ومشاركة الآخر احتفالاته وطقوسه ولا يعني ذلك خروجًا أو انسلاخًا أو مخالفة للدين، ومنها الإفطار الرمضاني بناءً على دعوة من الكنائس، كذلك زيارته لأحد الأشخاص في زنجبار من أصول هندية يعبد البقر وكان قد دعاه للاحتفال بعيدٍ عندهم يعبدون فيه العجل، فذهب من باب المجاملة ولا شيء في ذلك، فلو طبقنا الدين على أنفسنا لسلم الناس كلهم.

وحذر من المزايدات فقد سبق إليها الإخوان حين زار الدكتور علي جمعة  المسجد الأقصى تيمنا وتباركا وأملا فتركوا رسالته وأقاموا حولها الأقاويل ودسوا الأكاذيب واتهموا بالخيانة والتطبيع.

طقوس بوذية أم رياضة للسومو؟ 

معبد "إيكوين" الذي استقبل محمد صلاح وزملاءه يعد من أبرز المعالم الدينية والتاريخية في طوكيو، إذ يعود تأسيسه إلى عام 1657 ويشتهر بارتباطه برياضة السومو والثقافة اليابانية التقليدية، إضافة إلى حدائقه التي تضم آلاف أشجار القيقب التي تجعل منه وجهة مثالية للتأمل والهدوء النفسي.

تم نسخ الرابط