عاجل

12 أغسطس القادم يكتمل فضيلة أ.د/ نظير محمد عَيَّاد عامَه الأَوَّل في دار الإفتاء المصرية؛ إذ جاء تولِّي فضيلته منصب مفتي الديار المصرية في 12 أغسطس 2024م خَلَفًا لفضيلة أ.د/ شوقي عَلَّام حَدَثًا فارقًا في تاريخ دار الإفتاء المصرية، حيث استطاع بوسطيته وفِكْره المستنير خلال عَامِه الأَوَّل إثبات أنَّ الرَّيادة الفقهية ليست حبيسة المكانة الأكاديمية فقط، بل تتعلَّق بالقُدْرة على التوافق مع مستجدات الواقع لكل فئات المجتمع.

دار الإفتاء المصرية التي تَحمِل فتاواها رسالة "السَّلَام المجتمعي"... استطاع فضيلة المفتي حَمْل هذه الأمانة بعقلٍ وقلبٍ مُتَّزنٍ، فكان بحَقٍّ رمزًا للفتوى المعتدلة في زمن كثرت فيه التحديات الفكرية والاجتماعية.

كشاهدٍ على هذه الفترة... فمنذ تَولِّي فضيلته المنصب أَوْلَى اهتمامًا بالغًا بالتطوير المؤسسي لدار الإفتاء، حيث تَمَّ "تعزيز البِنيَة الرقمية" للدار، وتوسيع نطاق خدماتها لتشمل شرائح أوسع مِن المجتمع داخل مصر وخارجها.

وكان لفضيلته دورٌ واضحٌ في التفاعل مع القضايا الفقهية المعاصرة، مثل «الذكاء الاصطناعي»، و«أحكام المعاملات المالية الحديثة»، و«قضايا الأسرة»، فصَدَر عن دار الإفتاء في عهده عدة فتاوى عالجت مشكلات حيوية للمواطنين، منها: «العقوبة على تعاطي المخدرات»، و«كيفية تعامل الأولاد مع أبيهم الذي يهين أمهم»، و«التبرع بالأعضاء بعد الوفاة»، و«دفع الزكاة لجمعية تتولى رعاية مرضى الـ"ألزهايمر"»، و«غَسل القدمين في الوضوء لمريض السكري»، إضافةً للفتاوى المُتعلِّقة بشهر رمضان المُعظَّم، وموسم الحج.

هذا الجُهْد الداخلي صَاحَبه أيضًا مشاركة واسعة لفضيلته في مؤتمرات دولية كبرى كان فيها صوتًا حكيمًا يُمثِّل الإسلام الوسطي، وساهم في تصحيح صورة الإسلام في الغرب، وتبيين سَمَات الخطاب المعتدل الذي لا يُناقِض الحياة.

وفي رأيي: فإنَّ مِن أبرز ما يُمَيِّز فضيلة المفتي أ.د/ نظير عَيَّاد هو التَّشَبُّع برُوح الأزهر الشريف، مما أضفى على قراراته وفتاويه طابعًا عِلْميًا رصينًا، ووسطية تحترم الواقع وتلتزم بالنصوص الشرعية، واستطاع مِن خلال ذلك دعم جهود الدولة في محاربة الفكر المتطرف، وذلك مِن خلال عدة فتاوى تقطع الطريق على دعاة التَّشدُّد والانحراف، وإطلاق عدة مبادرات تعزِّز مفهوم المواطنة والتعايش السِّلْمي.

أُعرِب عن عميق الامتنان وصادق التقدير لفضيلة المفتي أ.د/نظير عَيَّاد على ما قَدَّمه مِن جُهدٍ مخلصٍ خلال عَامِّه الأَوَّل، وآملُ أن ترتفع مكانة دار الإفتاء في عهده مؤسسة علمية رائدة في مصر والعالم الإسلامي، رافعًا أكف الضراعة أن يُوفِّقه الله لما فيه خير البلاد والعباد. آمين.

تم نسخ الرابط