خبيرة سياسية: بكين تسعى لإعادة تشكيل حوكمة الذكاء الاصطناعي عالميًا

قالت الدكتورة نادية حلمي، الخبيرة في الشؤون السياسية الصينية والآسيوية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف، إن الدعوة التي أطلقها رئيس مجلس الدولة الصيني "لي تشيانغ" في المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي بمدينة شنغهاي، لإنشاء منظمة دولية تعنى بحوكمة الذكاء الاصطناعي، تمثل خطوة استراتيجية صينية مهمة لإعادة تشكيل منظومة إدارة التكنولوجيا على المستوى العالمي.
وأوضحت حلمي أن خطاب "لي تشيانغ" احتوى على انتقادات مبطنة لاحتكار بعض الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، للتكنولوجيا المتقدمة، خصوصًا في ظل السياسات الأمريكية الرامية إلى تقييد انتقال تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة إلى الصين.
تطوير التكنولوجيا بشكل آمن ومستدام
وأضافت أن الصين تسعى من خلال هذه الدعوة إلى تبني إطار حوكمة متعدد الأطراف ومتوازن، يقوم على التوافق العالمي وليس الإملاءات الأحادية من الدول الغربية، بهدف ضمان تطوير التكنولوجيا بشكل آمن ومستدام.
وأشارت الخبيرة إلى أن هذا التحرك الصيني يتزامن مع استثمارات ضخمة أعلنت عنها الولايات المتحدة مؤخرًا، حيث كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ضخ 92 مليار دولار في مراكز البيانات والطاقة خلال قمة الطاقة والابتكار، بالإضافة إلى مشروع "ستارغيت" الذي تبلغ استثماراته 500 مليار دولار بالشراكة مع شركات أمريكية ويابانية كبرى.
مجال الذكاء الاصطناعي
وأكدت الدكتورة حلمي أن الصين تعمل على استراتيجية متجذرة منذ خطة الحزب الشيوعي الخمسية لعام 2016، التي تهدف لأن تصبح الصين رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول 2030، عبر دعم فرق وطنية تضم شركات عملاقة مثل بايدو وتينسنت وعلي بابا، واستثمارات حكومية ضخمة، من بينها صندوق ذكاء اصطناعي بقيمة 8.2 مليار دولار.
ولفتت إلى أن الصين طورت بنية تحتية وطنية متقدمة للحوسبة، تعرف بـ"شبكة الحوسبة المتكاملة"، بالإضافة إلى إطلاق نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر مثل تطبيق "ديب سيك"، المنافس القوي للتطبيقات الغربية.
واختتمت الدكتورة نادية حلمي تصريحها بالتأكيد على أن التحرك الصيني يعكس رغبة حقيقية في تقليص الفجوة التكنولوجية وتعزيز التعاون مع دول الجنوب العالمي لمواجهة سياسات التقييد الغربية، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي أصبح ميدانًا أساسيًا للمنافسة الجيوسياسية والاقتصادية، لا تقل أهمية عن مجالات الأمن والتجارة.